عدد المساهمات : 71 تقييم : 199 تاريخ التسجيل : 19/06/2010 العمر : 37
موضوع: لحظة الاحتضار ومشهد يوم عظيم الجمعة يونيو 25, 2010 2:10 pm
{مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [الفاتحة: 4] إنه يـــــوم القيــــامة .. وذكر الله تعالى رحمته قبلها؛ ليُبيِن أن رحمته سبقت غضبه وأنه كتب على نفسه الرحمة سبحــــانه وتعالى ..
وأضاف الملك ليوم الدين خاصة .. وهو يوم الحساب، يوم يدان الناس فيه بأعمالهم، خيرها وشرها؛ لأن في ذلك اليوم يظهر للخلق تمام الظهور، كمال ملكه وعدله وحكمته، وانقطاع أملاك الخلائق. حتى إنه يستوي في ذلك اليوم، الملوك والرعايا والعبيد والأحرار.
يوم يزول كل مُلكٍ إلا مُلك المَلِك سبحانه وتعالى ..
فلا يتكلم أحد إلا بإذنه، يقول تعالى { يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا} [النبأ: 38] .. ولا يشفع أحد إلا بإذنه سبحانه وتعالى، يقول الله جلَّ وعلا {يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا} [طه: 109]
وليس يوم القيـــامة هو اليوم الذي تزول فيه الدنيـــا فقط،
بل لكل إنسانٍ منـــا قيـــامته الخـــاصة ..
فمن مــات فقد قامت قيــــامته، لكنها قيـــامة صغرى بخروج روحه .. وما أصعب هذا الموقف، حتى إن الله عزَّ وجلَّ قد وصفه بالمصيبة .. يقول تعالى {.. فَأَصَابَتْكُم مُّصِيبَةُ الْمَوْتِ ..} [المائدة: 106]
ولو كان ينجو من ذلك الموقف أحد، لنجـــا منه رسول الله .. تذكر عائشة رضي الله عنها لحظات وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، فتقول: .. فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح بهما وجهه ويقول "لا إله إلا الله، إن للموت سكرات" [رواه البخاري]
كما يقول الله جلَّ وعلا { وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ} [ق: 19]
وبعد وفــــاة الإنســـان ...
يأخذوه ويوسدوه قبرهِ، ثمَّ يتركوه ....... ويبقى هنـــاك إما مُعذبًا وإما مُنعمًا .. الله أعلم كيف يكون حاله وكم سيبقى هنـــــاك ..
إلا إنه في يومٍ مــا سينشق عنه هذا القبر، فيخرج منه ليشهد مشهدٍ عظيـــم ..
يقول تعالى { إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (*) وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ (*) وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ} [التكوير: 1,3] .. ويقول الله عزَّ وجلَّ { إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (*) وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا (*) وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا} [الزلزلة: 1,3]
إنه يومٌ مهولٌ أمره، عظيمٌ قدره .. يومٌ تشيب له الولدان، وتذوب له الجمادات العظام، وتتفطر السماء وتنتثر كواكبها وتنفجر نجومها ..
الشمس تدنو من رؤوس العبــــاد، ويظلون تحت لهيبها لمدة 50 ألف عــــام .. إلا من شاء الله أن يظله تحت ظل عرش الرحمن ..
عن أبي هريرة رضي الله عنه: عن النبي قال "سبعة يظلهم الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلق بالمسجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه" [متفق عليه]