قال رسول الله "يقبض الله الأرض يوم القيامة ويطوي السماء بيمينه، ثم يقول: أنا الملك، أين ملوك الأرض ؟" [متفق عليه]
ذكر ابن كثير في تفسيره "أن الله تعالى يأمر إسرافيل بنفخة الصعق، فينفخ نفخة الصعق، فيصعق أهل السموات وأهل الأرض إلا من شاء الله، فإذا هم قد خمدوا، وجاء ملك الموت إلى الجبار عَزَّ وجل، فيقول: يا رب، قد مات أهل السموات والأرض إلا من شئت. فيقول الله ـ وهو أعلم بمن بقي ـ : فمن بقي؟، فيقول: يا رب، بقيتَ أنت الحي الذي لا تموت، وبقيت حملة العرش، وبقي جبريل وميكائيل، وبقيت أنا. فيقول الله عَزَّ وجلَّ: ليمت جبريل وميكائيل .. فيموتان. ثم يأتي ملك الموت إلى الجبار عَزَّ وجلَّ فيقول: يا رب، قد مات جبريل وميكائيل. فيقول الله عَزَّ وجلَّ ـ وهو أعلم بمن بقي ـ: فمن تبقي؟، فيقول: بقيت أنت الحي الذي لا تموت، وبقيت حملة عرشك، وبقيت أنا. فيقول الله عَزَّ وجل: ليمت حملة عَرْشي. فيموتوا .. ثم يأتي ملك الموت، فيقول: يا رب، قد مات حملة عرشك. فيقول الله ـ وهو أعلم بمن بقي ــ : فمن بقي؟ فيقول: يا رب، بقيت أنت الحي الذي لا تموت، وبقيت أنا. فيقول الله عَزَّ وجلَّ: أنت خَلْق من خلقي، خلقتك لما رأيت، فمِت. فيموت.
فإذا لم يبق إلا الله الواحد القهار الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد، كان آخرًا كما كان أولاً طوى السموات والأرض طي السجل للكتب .. ثم يقول: أنا الجبار، أنا الجبار، أنا الجبار ثلاثًا.
ثم هتف بصوته: { لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ } ثلاث مرات، فلا يجيبه أحد، ثم يقول لنفسه: { لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ } [غافر: 16]" [تفسير ابن كثير (3:284)]
لقد أخبرنا الله عزَّ وجلَّ كيف ننجو من أهوال ذلك اليوم في سورة الفاتحة .. فإذا ما قرأت الآية التي تلي قوله تعالى {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [الفاتحة: 4] .. لوجدت سبيل النجـــاة في قوله تبارك وتعالى: